تنزانيا تأمل في إقناع المغرب بانشاء مصنع آخر لإنتاج الأسمدة داخل البلد للاستجابة إلى حاجياتها الزراعية
تأمل دولة تنزانيا في إقناع المملكة المغربية بانشاء وافتتاح مصنع جديد لانتاج الأسمدة المشتقة من الفوسفاط داخل حدودها الترابية، بهدف الاستجابة للحاجيات التي يتطلبها القطاع الفلاحي والزراعي في تنزانيا، من أجل مواجهة ارتفاع أسعار الغذاء.
وقالت وسائل إعلام تنزانية، من بينها The Citizen، إن رئيسة البلاد، سامية سولو حسن، أجرت لقاء مع مسؤولي مجمع المكتب الشريف للفوسفاط OCP المتخصص في انتاج الأسمدة المملوكة للدولة المغربية، حول مسألة إنشاء مصنع آخر في تنزانيا لإنتاج الأسمدة، تماشيا مع الجهود المبذولة في البلد لتعزيز الانتاج الزراعي.
وتأتي هذه المحادثات في وقت أطلق المكتب الشريف للفوسفاط، العديد من المشاريع في القارة الإفريقية لانشاء مصانع لانتاج الأسمدة المشتقة من المادة الخام "الفوسفاط" الذي يتم استخراجه في المغرب، ومن بين هذه المشاريع مصنعين كبيرين في إثيوبيا ونيجيريا تصل قيمتهما الإجمالية إلى حوالي 4 مليارات دولار.
ويعتزم المغرب على أن يقوم بقفزة كبيرة في صادراته من الأسمدة المشتقة من الفوسفاط، إلى البلدان الأفريقية، خلال العام الجاري 2023، حيث من المنتظر أن يرفع من حجم الصادرات إلى أكثر من 90 بالمائة، وفق ما صرح به المدير التنفيذي لفرع المكتب الشريف للفوسفات بالقارة الأفريقية، أواخر العام الماضي في الدار البيضاء، خلال مؤتمر حول تمويل الأسمدة.
وحسب ذات المتحدث، فإن الصادرات المغربية نحو البلدان الإفريقية تبقى منحصرة في ربع مليون طن من الأسمدة، وهو حجم يبقى ضئيلا مقارنة بصادرات المغرب إلى بلدان أخرى خارج القارة، وبالتالي تسعى الرباط ابتداء من 2023 الى رفع الصادرات الى أربعة ملايين طن من الأسمدة.
وأضاف ذات المتحدث أن المغرب سيستهدف بهذا الحجم من صادرات الأسمدة خلال السنة المقبلة، 40 بلدا إفريقيا. ويتزامن هذا المسعى مع ارتفاع كبير في الطلب على الأسمدة الزراعية من طرف البلدان الإفريقية، إلى جانب باقي بلدان العالم، في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي هذا السياق تشير التوقعات إلى أن المغرب من المنتظر أن يكون قد حقق عائدات مالية مهمة تصل إلى 14 مليار دولار من صادرات الفوسفاط ومشتقاته من الأسمدة الزراعية، خلال 2022، على أن ترتفع بشكل أكبر خلال العام المقبل.
ويتوقع العديد من الخبراء أيضا أن يرتفع الطلب على الأسمدة الزراعية بشكل كبير خلال الشهور والسنوات المقبلة، بسبب رغبة جل البلدان في الرفع من الإنتاج المحلي من الزراعة والفلاحة لمواجهة تقلبات الأوضاع الدولية وتأثيرها على الأسعار والإمدادات.
وتعتبر البلدان الإفريقية من بين أكثر البلدان التي ترغب في زيادة إنتاجها المحلي من المزروعات الفلاحية، حيث من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك المحلي من الأسمدة في أفريقيا من 8 مليون طن إلى حوالي 40 مليون طن من الأسمدة في السنوات المقبلة.
ويتربع المغرب على رأس قائمة أكثر البلدان المصدرة للفوسفاط ومشتقاته في العالم، حيث يمتلك 70% من احتياطات الفوسفاط عالميا، وهو ما يجعله لاعبا مؤثرا على المستوى الدولي في هذا المجال، ويمنح للمغرب ورقة دبلوماسية مهمة لدفع العديد من البلدان لاتخاذ مواقف تتماشى مع مصالحه العليا وقضاياه المهمة.
ويرى متابعون أن توجه المغرب نحو الرفع من صادرات الفوسفاط ومشتقاته نحو البلدان الإفريقية، هو توجه يتماشى مع سياسة الرباط في السنوات الأخيرة الهادفة إلى تقوية حضور المغرب داخل افريقيا ودفع البلدان الأفريقية لدعم قضاياه الأساسية، وعلى رأسها قضية الصحراء التي يحشد الدعم من خلالها لمقترح الحكم الذاتي لإنهاء هذا النزاع بصفة نهائية.